بالزمانات كان في قناة ٧ و ٥ و ١١ بس بتلفزيون لبنان وكانوا يبثٌوا ذات البرامج بالاييض والاسوَد وكان بيتنا بالشياح بشارع مارون مسك الطابق الارضي على خطوط التماس مع عين الرمّانة حد كنيسة مار مخايل ……
ايام الحرب الاهلية بالخمسّوْسبعين بوقتا البيت عنّا ما كان مقسّم متل هلّق صالون واوُوَض نوم واوضة سفرة كانت كل الغرف لكل الاستعمالات كان في مغسلة بنص الكاريدور يعني اذا اجا حدا لعنا زيارة وواحد عم يغسّل وجّو عالمغسلة بدو ينطر تيخلص ليزحلو ليمرأ لانو بيكون مسكر الطريق بوقتا المهندسين كانوا يحششوا هني وعم يرسموا خرايط …
والاستقبال والنوم والاكل معظم الاحيان بالصالون ومش مهم وين تنام المهم انك تفرش هالفرشة وين ما كان بالكاريدور بالمطبخ وتتكمكر وتدفا وين ما نمت مش مهم وهيدي :
( الجملة انا فايت على اوضتي …ووين فلان ؟ فلان بأوضتو ) ما كان في منّا عنّا ما في حدا الو أوضة خاصّة فيه وكانت امي تحط لَكَن الخبز المرقوق تحت التخت القديم الّي كلّو راسورات يا الله شو كانت النومة مريحة عليه وكانت تغطي اللّكن بشرشف ليضلٌن طرايا الخبزات …..
ايامنا مش متل هالايام كل واحد إلو اوضتو !!
وانا مرة كنت نايم عالفرشة بالصالون ومكمكر باللحاف والدني عم بتشتي وسقعة وإجوا نسوان جيران يشربوا قهوة الصبح عند امي من دغشة وقعدو يكركعوا حكي فيّأوني وعملت حالي بعدني نايم استحيت قوم اوقف وامشي قدّامن وما بيكون إلك خلئ تحكي أول ما تفيق مع حدا هيك كان بيتنا ببيروت بالضاحية بسيط ورب العيلة الله يرحمو بيّي كان شغيل فاعل وانا بكل فخر واعتزاز بشوف حالي فيه بيّي الله يرحمو كان ولم يزل مثال للكفاح والكّد في سبيل تحصيل لقمة العيش بالحلال وبكرامة واخلاص وتعلّمت منّو الجدّية بالشغل والمثابرة من دون يأس او ملل وكان بيّي يردد هالمقولة دايماً :
الشغل يا بيّي شو ما كان يكون مش عيب ….
العيب انك تحتاج الناس بالوقت الّي انت قادر تشتغل فيه وتحصّل قرشك بتعبك وعرق جبينك وتضلّك محافظ على كرامتك وهيدي الجملة بعدا محفورة براسي …..
كنا نقعد بالشتوية كل العيلة حول ( المنأل )
او (الكانون ) المهبرج بالجمر وجفت الزيتون ونحضر برنامج ابو ملحم وام ملحم وكانت امي تحب تحضرهن وبنص الفيلم كانت تنعس وتكبي وكنت هزّها وقلها أومي نامي يامّي تقلّي مش نعسانة اتركني يامّي انا بستحليها لهالكّبوي !!
وكان اذا بدنا ننقل من قناة ٧ لقناة ١١ لازم تقوم تترك مطرحك الدافي وتغير بإيدك اقنية التلفزيون الي بتبث ذات البرامج بس منغير من قناة لقناة لتوضح الصورة والمسكة الّي بتغير الاقنية كانت تشبه مفاتيح فرن الغاز ….
وكان في مسلسل اسمو ( المشوار الطويل) ومسلسل ( عشرة عبيد زغار) وألو حياتي لهند أبي اللمع وعبد المجيد مجذوب رزقالله مين بيتذكّر هالإيام الحلوة رغم الحرب الاهلية كان في إلفة والجيران كانوا يحبّوا بعض مش متل هالايام بيضّلّون يقلقلوا على بعض ويتخانئوا على ابسط شغلة وعلى صفّة سيارة وبيكون هيدا صاليلك والتاني بيبقا لاطيلك!!
شو هالزمن الزفت
الأخبار السابقة
الأخبار التالية