معاليكم جميعا نوّاب الشعب و وزراء و رؤساء و مدراء عامين … حتى لا نلقي اللوم على وزير الصحة فقط و عطفاً على الموضوع الذي تم طرحه منذ أيام بخصوص حجر المغتربين القادمين من أفريقيا و السماح للمغتربين القادمين من دول أخرى بالحجر المنزلي، أودّ أن أضيف بأنه وصلتني معلومات بأنّ هذه الفنادق التي تم الاتفاق معها حصراً لإيواء المسافرين الى بيروت قد بدأت باستغلال الناس.
نقلاً عن أحد المغتربين الواصلين الى احد الفنادق مع حجز و دفع مسبق فقد فوجئ بأنه لا مكان له و لعائلته في الفندق سوى لليلة واحدة و أن جميع الغرف محجوزة إضافة الى ذلك لا امكانية لاسترداد ثمن الليلة التي لن يقضيها في الفندق ! و هناك قصص اخرى لن أسردها حتى أتبّين من دقتها فيها ما فيها من قلة التنظيم و سلب أموال الناس بلا مقابل.
بغض النظر عن رفضنا القاطع لهذا التمييز بين المغتربين و تصوير المغترب القادم من أفريقيا بأنه مواطن جاهل و غوغائي و أنّ فحوصات الpcr في الدول التي تحتضننا غير موثوقة و بالتالي لا يُسمح له بالحجر في منزله .. أردتُ أن أشير الى انّ الطريقة التي تم فيها التعاطي مع مغتربي أفريقيا تبدو مشبوهة و هي تجارية أكثر من أن تكون خطة مدروسة للتقليل من انتشار الوباء في لبنان فالخطة من اساسها لم تُبنى بناء على دراسة او معرفة بالأنظمة الصحية في دول الانتشار الافريقي و مراكز الفحوصات التي هي بمعظمها أفرعْ لمراكز صحية أوروبية أو أقلّه متعاقدة مع مؤسسات عالمية موافقة لافضل المعايير العالمية و تفوق بجودتها الكثير من المراكز في لبنان ( مركز pasteur في السنغال و غيرها و التي يكمن الاطلاع عليها في الرابط الخاص بالسنغال http://www.pasteur.sn و الرابط الخاص بفرنسا https://www.pasteur.fr )
يا دولتنا الكريمة ممثلة بجميع الوزارات و الادارات التي تتحمل مسؤولية تنظيم قدوم الوافدين و بالأخص المواطن الذي يعاني الأمريّن كان من الأحرى بكم البحث و التدقيق قبل اتخاذ القرار. هذا القرار الذي مع دخوله حيّز التنفيذ في يومه الاول أثبت أنه ليس جدياً و أنكم على الأرض عاجزون عن تنفيذه بدقة بل يتم استغلاله من قبل الفنادق التي بدأت تسلب أموال المغترب بلا حق و تتركه يعود أدراجه الى بيته و أنتم لا حسيب و لا رقيب. معاليكم هناك عوائل تصل من السنغال و الغابون و ساحل العاج و غيرها من دول الانتشار الافريقي مع أطفال رُضّع و عجائز في ساعات متأخرة من الليل عملاً بقراركم الجائر ليمنّ عليهم مسؤولو الفنادق بغرفة قد دفعوا ثمنها مسبقا علما بأنهم يستطيعون الذهاب مباشرة الى بيوتهم !
هناك حالة نقمة عارمة في أوساط الاغتراب الافريقي على هذا القرار و هذه النقمة تسري كالنار في الهشيم بين الجاليات و تزيد في الشرخ الموجود اصلا بين الدولة و المغترب و التي تعاقبت جميع الحكومات السابقة على تعميقه لتأتي الحكومة الحالية و تدق المسمار في النعش بدل أن تبحث عن كيفية اعادة ثقة المغترب بوطنه و تحفيزه للعودة الى الى حضنه الطبيعي! نخجل أن نتكلم عن هذه المشكلة التي هي صغيرة نوعاً ما أمام المشاكل الكثيرة التي يعاني منها أهلنا في الوطن المحرومون اليوم من أبسط سبل العيش و لكن لن نسمح لكم بالنظر الينا كمغتربون من درجة ثانية و لن نقبل بالتعاطي معنا بطريقة مختلفة اما أن يسري القرار على الجميع أو لا يسري.
( لا تظلِمنّ إذا ما كنتَ مُقتدراً فالظلمُ مرتعُه يُفضي إلى الندَم تنام عينُك والمظلوم منتبهُ يدعو عليك وعينُ الله لم تَنَمِ)
الأخبار التالية