شاهدتُ الفيديو، وأعدتهُ مرارًا وتكرارًا، لأصفع نفسي بهِ ألفَ مرّة، كي لا ينام فيها الحقدُ على كيانهم طرفة عينٍ أبدا.
تقول الحكاية أنها لم تمت من الرصاصة الأولى.
سقطت المرأةُ على الأرض، ومعها سقطت سنين عمرها الطوييل الطويل، وليالي التعب والسهر،
تربّي ستّة أيتامٍ فقدوا أباهم، لتكون هي الأب والأم والدنيا، كل الدنيا.
سقطت على الأرض،
تقول الحكاية أنها لم تشعر بحرقة الرصاصة، قلبها وحدهُ الذي كان ينزف.
يا قلبَ الأم الذي لا يشبهه شيء.
ترى من رأت صورته أولًا؟
ذاك الذي يبكي من وجعٍ أو حُزن؟ أم الذي طلب منها طبقًا شهيًا لهذا المساء؟ أم الذي حفظ جيدًا كي تسمّع له درسه؟ أم ذاك الذي ينتظر الليل حتى تمسح على رأسه وتغطيه كلما تحرك في سريره.
تقول الحكاية،
لم تصرخ وجعًا لما سقطت، بل سمعتها قلوب كل أمهات الأرض، تناجي صغارَها بآخر الأنفاس:
“سامحوني يمه، مش رح حضرلكم الفطور اليوم… سامحوني يمه، رح تعَيدوا لحالكم بهالعيد… سامحوني يمه، ما قدرتش ضل معاكم زي ما وعدتكم… سامحوني… “
لتتبدل الليلة كل أغاني الأمهات:
يلا تنام.. يلا تنام… ل يهدا دمع الأيتام
ناموا ناموا يا ولادي.. تشوفوا الماما بالمنام…”
_ “غادة سباتين”. شـ..هيدة اليوم في بيت لحم_فلسطين.
الأخبار التالية