(Angocedro Lda)
ان السفراء ليسوا اقدارنا
المشكل ان السفراء يظنون انهم مطلقوا الصلاحية و انهم علماء بأسرار الكون و خبراء في شؤوننا اكثر منا .
يأتي السفير من خلفية الظن و الشك و الإتهام و احياناً الإدعاء بأنه يصنع اقدارنا بقدومه و بأنه سفير للبنان في هذه الدولة و تلك، يقابل المسؤولين بصحبة اي احد يختاره !
يناقش اي موضوع دون اي تنسيق مع ابناء البلد الذي يتقاضى راتبه من جيوبهم ، مع الأسف هذه سيرة معظم السفراء و لا بد ان لكل مغترب لبناني تجارب محبطة مع السفراء و أداء السفارات ،
برأينا المتواضع أن مهمة السفير مناقشة كل المواضيع مع رؤساء الجاليات اللبنانية والقناصل الفخريين اي ممثلي الجاليات في اي دولة لتحديد ما سيناقش ومع أي جهة رسمية .
عند مراجعتهم ، يجيب السفراء انهم يمثلوا لبنان الدولة ،و هذا صحيح ، ولكن كأنه يعتبرنا غير لبنانيين فلا نفهم اي دولة ، و كأنه يفصل بين الدولة -صاحبة السياسة العميقة و الأسرار و المصالح الكبرى الخفية !- و بين الجاليات الإغترابية .
في ظل نظامنا اللبناني الطائفي المتخلف ، يجب ان نسال عن أي دولة يمثل سفراؤنا لأن ذلك يعتمد على ابعاد كثيرة ، برأينا المتواضع ، الدولة اللبنانية في بلاد الاغتراب هي نحن ، و مصالحها العليا تبدأ من اصغر مصالحنا ، السفراء ليسوا اقدارنا ولا يمكن ان يكونوا ورقة يانصيب، إنهم يمثلوننا و يمثلون مصالحنا في أي بلد ونحن من يدفع رواتبهم (وبالدولار )و لهذا السبب فقط.
ولا نغفل ان السفير المعين من جهة سياسية يأتي لتنفيذ اجندة هذه الجهة مهما كان تأثيرها ، إيجابًا او سلباً على ابناء الجالية .
في دولة كلبنان و في ظل هذا النظام الطائفي يجب على الجاليات ان تنتخب السفراء من بين مرشحين ، فلا يمكنهم أن يأتوا بخلفياتهم النفسية والسياسية والتقليدية والاجتماعية وأن يصبحوا مصيرنا!!